تمت مناقشة رسالة الماجستير في الاقتصاد للطالب ( هيثم حميد مطلك ) عن رسالته الموسومة { منهج التحليل الاقتصادي في فكر ابن خلدون – نظرية العمران و المعاش نموذجاً } في يوم الاربعاء الموافق 11 آذار 15 على قاعة المناقشات في الكلية ، وتألفت لجنة المناقشة من السادة الاعضاء الافاضل :
• أ.م.د. عبد الجبار محمود فتاح / اختصاص فكر اقتصادي وتنموي / عميد كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد : رئيساً.
• أ.م.د. فريد جواد كاظم / اختصاص اقتصاد كلي / كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد : عضواً.
• م.د. عبد الزهرة فيصل / اختصاص فكر اقتصادي / كلية الادارة والاقتصاد – الجامعة المستنصرية : عضواً.
• أ.م. اسيا كاظم فرحان / اختصاص اقتصاد كلي / كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد : مشرفاً.
وكان الخبير العلمي هو الدكتور منعم دحام العطية استاذ الاقتصاد في كلية الادارة والاقتصاد / الجامعة المستنصرية ، والخبير اللغوي هو الدكتورة تغريد فاضل عباس استاذة اللغة العربية في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد.
يرى الباحث المتخصص ان ابن خلدون كان بحق المفكر الاقتصادي الذي ملأ الفراغ في ساحة الفكر الاقتصادي في العصر الوسيط الذي كان فيه الاقتصاد يمثل مجموع الرؤى والفلسفات والقواعد الأخلاقية واللاهوتية في الحضارة الأوروبية بما شهده من أجواء الفكر الكنسي الذي حصر فلسفة الاقتصاد في المشروع ليس الا.
بينما طرح العلامة ابن خلدون وهو( الابن المخلص للحضارة الإسلامية بمنهجها العلمي التجريبي ) مفهوم التأثير الاجتماعي للإنسان ودوره الفاعل في التحول التاريخي وإعادة قراءة الواقع بدنيوية عملية عقلية فالبحث في الحقيقة الإلهية الايمانية شئ والبحث في الحقيقة الحسية شئ آخر ذلك ان العقل عند ابن خلدون لا يستطيع الخروج من عالم الحس ، لهذا جاء الإنجاز العبقري لمفكرنا بأن نقل نشاط العقل من التأمل الى انتاج المعرفة العلمية وهذا التطور تمخض عنه استشعاره عناصر المشكلة الاقتصادية للمغرب العربي الإسلامي في ذلك الوقت.
ومن هنا يستنتج الباحث وبضرس قاطع ان ابن خلدون يعد أول من كرس جهده العلمي في تطوير الفكر الاقتصادي والانتقال بحركة الفكر الى مراحل متطورة بعد تفاعله مع ملاحظة ومشاهدة وتفسير المشكلة الاقتصادية الواقعية وإثراء الساحة الفكرية عن طريق استجماع عناصر المنهج التحليلي العلمي في المقدمة والمتمثل في انموذج نظرية العمران والمعاش.
فابن خلدون أول من ربط الاقتصاد بالمنهج المنطقي المادي في مقابل المدرسة السائدة التي تقدم الاقتصاد استناداً الى مفاهيم الاخلاق والتدين.
وبذلك يكون أول من حرر الاقتصاد من خناق الدين والفلسفة بمعناها الديني. والانتقال بالفلسفة نحو الاقتصاد فقط في ضوء دلالتها الأدواتية.
فنجده يناقش الموضوعات الاقتصادية الأساسية في اطار نظرية العمران والمعاش في محاولة للتنظير في الاقتصاد لكن من زاوية الواقع، ومنه صياغة الاطار العام لحل المشكلة الاقتصادية للمغرب العربي في العصر الوسيط.
يطرح ابن خلدون صورة المنطق الجدلي الاقتصادي في مرحلته الجنينية وبشكل يتوافر على المضمون المنهجي للصياغة العلمية لقانون ضرورة التوافق بين علاقات الإنتاج وقوى الإنتاج ومن ثم يفسر من خلاله تطورات حركة الاجتماع وتناقضاته بين البادية والحاضرة.
ويستدل الباحث في هذه الرسالة على عمق الفكر الاقتصادي لابن خلدون في ضوء عناصر اطروحته الاقتصادية التي يطبق من خلالها منهجه العلمي قبل أربعة قرون من آدم سميث.