تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير في تخصص تقويم الاداء للطالب ( محمد حسين مولة )   بأشراف أ.م.د. أياد طاهر محمد عن دراسته الموسومة ” تقييم أداء الهيئة العامة لضرائب للتحصيلات الضريبية – دراسة تحليلية “.
تعد الضريبة من المصادر المهمة لتوفير الأموال اللازمة لتغطية النفقات العامة فضلاً عن كونها أداة فاعلة لتحقيق العديد من الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في مختلف دول العالم , فهي احدى مصادر الإيرادات العامة للدولة. لذلك يكون من الضروري الاهتمام بتحسين أدائها بما يحقق الثقة بينها وبين دافعي الضرائب عن طريق التطبيق العادل للقوانين الضريبية والتعامل مع المكلفين بوضوح وشفافية ، وتطوير عمليات الحصر والتقدير الضريبي إلى جانب تطوير نظام المعلومات الضريبية الخاص بالهيئة وفروعها ، ورفع كفاءة العاملين لديها ، كل هذه الأمور من شأنها أن تولد دافعاً لدى المكلف لدفع الضريبة المترتبة عليه وبدافع ذاتي من لدنه دون وجود شعور بأن الدولة تستقطع جزءا” من أمواله من دون حق.
فالضرائب احدى أدوات السياسة المالية المهمة التي تستطيع الدولة من خلالها أن توفر الإيرادات المالية اللازمة لتمويل نفقاتها العامة, فضلاً عن استخدامها لتوجيه الاقتصاد بالشكل الذي تبتغيه الدولة بهدف تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي, فهي أداة  تسهم في تمويل الانفاق العام للدولة وفي تنفيذ سياستها المالية.
أذ تعد بطاقة الأداء المتوازن من الأساليب الحديثة لتقييم الأداء نسعى تفعيلها في الهيئة العامة للضرائب لزيادة حصيلتها الضريبية , لكون الايراد الضريبي يشكل أساسا مهما في هيكل الإيرادات العامة للدولة. ولكون النجاح في الجوانب المالية لم يعد كافياً للحكم على نجاح المنظمة بشكلٍ عام بل لابد أن يكون ذلك أيضاً على مستوى  الزبون و العمليات الداخلية والتعلم والنمو. لذلك جاءت بطاقة الأداء المتوازن كأداة لقياس ومراقبة الأداء، كما إنها أداة فعّالة لتحقيق الأهداف التي استندت اليها المنظمات وأدخلتها ضمن مناهج إدارتها لاعتبارها أداة فعّالة للرقابة وقياس الأداء.
لذا تعد عملية تقييم التحصيلات الضريبية عنصرا اساسيا من عناصر العملية الادارية, التي تسهم بتقديم المعلومات والبيانات لقياس مدى تحقق المنظمات لأهدافها ، ولكون النجاح في الجوانب المالية لم يعد كافياً للحكم على نجاح المنظمة بشكلٍ عام لذا لابد أن تتبني المنظمات أساليب حديثة تسهم في رفع مستوى أدائها من خلال تقديم خدمات ذات الجودة العالية التي تلبي حاجات المكلفين, وتعد بطاقة الأداء المتوازن كأداة لقياس ومراقبة الأداء و واحدة من اهم تقنيات تحسين الأداء وتحقيق الجودة المطلوبة وتحقيق الأهداف التي أنشئت من اجلها لتضمنها المقاييس المالية وغير المالية.
لذلك يمثل مجتمع البحث بالهيئة العامة للضرائب للمدة (2012-2016 م), وقد تم تحديد الأهمية النسبية لبطاقة الأداء المتوازن من خلال عقد ورشة عمل تتضمن (15) فردا” بدرجة مدير عام ووكيل مدير عام ومدراء الأقسام ووكلائهم في الهيئة العامة للضرائب.
حيث يهدف البحث الى تقييم التحصيلات الضريبية للهيئة العامة للضرائب التي يتم جبايتها من تطبيق القوانين الضريبية وباستعمال بطاقة الأداء المتوازن, لغرض الوقوف على نقاط القوة والضعف لتحسين جودة العمل الضريبي لزيادة الحصيلة الضريبية.
و تبرز مشكلة البحث في ان عملية تقييم الأداء من المرتكزات الحيوية للإدارة الحديثة التي تسعى الى تحقيق أهدافها بكفاءة وفاعلية بوجود بيئة متغيرة ديناميكية كونها أحدى المصادر المالية التي تستند اليها الدولة في تمويل الميزانية ، فظلا عن انها تعد أداة مهمة لتحقيق التوازن الاجتماعي, في حين نجد ان هنالك ضعف في التحصيلات الضريبية في الهيئة العامة للضرائب اذ تفتقر الهيئة العامة للضرائب لنظام حديثة لتقييم تحصيلاتها الضريبية كاستخدام بطاقة الأداء المتوازن.
و تعد أهمية البحث من معرفة تأثير أداء الهيئة العامة للضرائب على التحصيلات الضريبية , وذلك باستخدام بطاقة الأداء المتوازن المحدثة بمحاورها الرئيسية مضافا” لها المحور الاجتماعي ( المحور المالي و محور العمليات الداخلية و محور التعلم والنمو و محور الزبون و محور الاجتماعي), وذلك لأهمية الدور الذي تلعبه الايرادات الضريبية باعتبارها احد مصادر تمويل نفقات العامة والتي من خلالها يتم المساهمة في تمويل النشاطات الاقتصادية  والثقافية والاجتماعية , وهذه النشاطات مترابطة فيما بينها. وبهذا تحقق نتائج كبيرة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، وبذلك تعد الوسيلة الرئيسة والمهمة في تحقيق اهداف الدولة.
وعليه جاء البحث بأربعه فصول , الفصل الأول تضمن مبحثين ,المبحث الأول منهجية البحث والمبحث الثاني الدراسات السابق والفصل الثاني خصص الى الجانب النظري وجاء بعنوان تقييم أداء الهيئة العامة للضرائب للتحصيلات الضريبية والذي تم تناوله بمبحثين, المبحث الأول مفهوم تقييم الأداء والمبحث الثاني التحصيلات الضريبية , فيما كرس الفصل الثالث للجانب العملي التطبيقي من خلال مبحثين, المبحث الأول التعرف على الهيئة العامة للضرائب عينة البحث فيما خصص المبحث الثاني لعرض المؤشرات المستعملة من قبل الهيئة لتقييم تحصيلاتها الضريبية وتطبيق بطاقة الأداء المتوازن لغرض تقييم التحصيلات الضريبية في الهيئة العامة للضرائب , اما الفصل الرابع فخصص لعرض الاستنتاجات والتوصيات التي تم التوصل اليها.
وقد توصل البحث الى مجموعة من النتائج من اهمها يوجد انخفاض كبير في الطاقة الضريبية, فضلا عن نطاق واسع من التهرب الضريبي, وعدم اهتمام الهيئة العامة بتوفر قنوات إعلامية سواء كانت مرئية أم مقروءة من اجل توعية المكلف بأهمية الضريبة وتقليل من عملية التهرب الضريبي .وتلكؤ الهيئة العامة للضرائب بتفعيل لجان المسح الميداني على المناطق التجارية و المناطق السكنية والتي تؤثر بشكل كبير على الحصيلة الضريبية.
وقد توصل البحث الى مجموعة من التوصيات ندرج منها :
1. ضرورة أدراك الادارة العليا بأهمية استخدام بطاقة الاداء المتوازن في عملية تقييم اداء أقسامها وفروعها. لأنها ستوفر لهم معلومات شاملة ودقيقة عن الهيئة والتي من خلالها يمكن تحديد الجوانب الضعف مع مراعاة الامكانات المادية والبشرية والتغيرات التي تؤثر فيها.
2. ينبغي على الدولة من خلال سياستها الضريبية رفع طاقتها الضريبية للاستفادة من الإيرادات الضريبية  لتحقيق التنمية الاقتصادية . وذلك من خلال أجراء اصلاحات في النظام الضريبي العراقي  ورفع من دور الضريبية ليكون لها دور فاعل في الاقتصاد الوطني من خلال تعديلات في قوانين  الضريبية.
3. الاهتمام بتوفر قنوات إعلامية سواء كانت مرئية او مقروءة الهدف منها تأثير على أفكار المواطنين باتجاه الضريبة , لتقليل عملية التهرب الضريبي كإنتاج فلم قصير يبين كيف سيبدو عليه المجتمع إذا نحنُ لم ندفع الضرائب ,او القاء محاضرات, او توزيع كراسات في المدارس يبين فيها الطريقة  التي تنفق بها إيرادات الضرائب ,او بيان فوائد دفع الضريبة على البنى التحتية والرعاية الصحية وما شابه ذلك.

 

 

Comments are disabled.