استراتيجية مقترحة لاستخدامات مياه الري على مدار السنة


الطالب : اياد جابر مظلوم          المشرف : أ.د. صلاح الدين عواد كريم

تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث طالب الدبلوم العالي في تخصص التخطيط الاستراتيجي للطالب ( اياد جابر مظلوم ) عن دراسته الموسومة ” استراتيجية مقترحة لاستخدامات مياه الري على مدار السنة “.

حيث تشير الابحاث والدراسات الحديثة إلى أن المياه وليس النفط سيكون سبب الحروب المستقبلية لما يواجهه هذا العنصر الاساسي في حياة الأنسان من ندرة متزايدة خلال السنوات الاخيرة ، ولاسيما بعد السياسات التي انتهجتها العديد من الدول المتشاطئة مع العراق التي تسيطر على منابع المياه وتحاول استخدامه من أجل مصالحها بالدرجة الأولى من دون الاكتراث بمصالح غيرها.


ومن هذا المنطلق جاءت مبررات اختيار هذا الموضوع ، إذ لا يغيب عن الاذهان بأن العراق يعاني من مشكلة الشحة المائية كون معظم الواردات المائية تأتي من خارج حدوده ، إذ أن أهم مصادره المائية تتمثل في النهرين العظيمين دجلة والفرات اللذان ينبعان من المرتفعات التركية ويمران بالأراضي السورية وبعض روافدهما من تركيا وايران ، لذلك جرى اختيار العراق كميدان لهذه الاستراتيجية المقترحة لأن الترشيد في استخدامات مياه العراق اصبح امراً ضرورياً جداً.


تنطلق أهمية البحث من أن الماء هو أساس الحياة وهو الركن الرئيس في الحياة الآمنة وفي التنمية الاقتصادية والاجتماعية والنظم البيئية المستدامة.


ويهدف البحث الى التصدي لازمة المياه المستقبلية ، والتي تعد من الازمات الخطيرة التي تهدد الواقع البيئي في العراق بأبعاده كافة نظراً للعلاقة المباشرة والوثيقة بين وفرة المياه والامن الغذائي مما يعطي هذه الازمة ابعاداً اكبر وسمات اكثر خطورة في المستقبل ؛ لأن نضوب المياه سيؤثر تأثيرا مباشراً في الإنتاج الزراعي وسيخلق تأثيرات مدمرة مالم تتخذ الاجراءات الفعالة بشأنها ، فضلاً عن تزايد الاخطار التي تهدد المياه أو تزيد الطلب عليها في العراق.


حيث تكمن مشكلة البحث في عدم استحصال المزارعين العراقيين لاستراتيجية علمية يعتمد عليها في مجال ترشيد استخدام المياه وتدويرها ، فضلاً عن الاسراف والتبذير في هذا المورد المهم وذلك لاستعمال طرائق تقليدية في السقي تسببت في هدر كميات كبيرة من المياه (مع عوامل أخرى مثل الاحتباس الحراري وغيرها) مما أنعكس سلباً على إنتاجية العراق من المحاصيل الزراعية وتصحر المزيد من الاراضي.


وقد جرى اعتماد المنهج الاحصائي على وفق قوانين التباديل والتوافيق وجرى استقراء واستنباط المعلومات والبيانات وتحليلها في اعداد الاستراتيجية المقترحة اذ تم عمل استبانة ووزعت إلى فئتين الأولى المستفيدين في وزارة الزراعة والمزارعين والثانية الخبراء في وزارتي الموارد المائية والتخطيط كون هذه الجهات هي المسؤولة عن قطاع الزراعة في العراق.


وجاء البحث على افتراض أن الاستراتيجية المقترحة تساعد على ترشيد الاستهلاك المائي إلى اقصى الحدود الممكنة وتساعد على معرفة تواريخ الزراعة والحصاد والسقي وكل ما يتعلق بالمحصول من معلومات.


وتضمن البحث أربعة فصول إذ أنصرف الفصل الأول بمبحثه الأول لمنهجية البحث والثاني للدراسات السابقة التي تطرقت إلى هذا الموضوع ، والفصل الثاني للاطار النظري عن الاستراتيجية واستراتيجية توزيع المياه في العراق ، إما الفصل الثالث فقد تناول الجانب العملي وكيفية صياغة الاستراتيجية المقترحة وكيفية تطبيقها على كافة المزارع والحقول وعلى مدار السنة (في كل المواسم) ، وجاء الفصل الرابع ليتضمن الاستنتاجات والتوصيات والمقترحات.


ومن أبرز النتائج التي توصل إليها البحث هو أن استخدام الاستراتيجية المقترحة يساعد القطاع الزراعي الذي هو المستهلك الأعظم للمياه في العراق في تقليل الهدر الأكبر لها في ذات الوقت ، فأن أي محاولةٍ لتحقيق الترشيد والاستخدام الامثل للموارد المائية ، لابد لها أن تبدأ عبر هذا القطاع ، فقد تم تصميم استراتيجية مقترحة لتقنين وترشيد استخدامات مياه الري وهي خطة متكاملة (حسب رأي الباحث) لزراعة المحاصيل الحقلية والخضروات للمزارعين التقليديين والمشاريع المتخصصة ، ومحطات البحوث لاختبار التجارب الحقلية للإنتاج النباتي للحصول على الاستنتاجات والتطبيقات العملية في تحسين الأداء وفي زيادة كفاءة استخدامات مياه الري ، فضلاً عن علاقتها بنوع التربة ونوع البذور والأسمدة ودقة مواعيد الزراعة والسقي ومواعيد الحصاد واستخدام المكننة والتكنولوجيا وطرائق الري وكمية مياه الري في حاصل الإنتاج ومكوناته والاستهلاك المائي وكفاءة استخدام مياه الري لكل صنف من المحاصيل والخضروات ، حسب المواسم وعلى مدار السنة وهو ما يتمحور حوله هذا البحث.


وتم تقديم عدد من التوصيات استناداً إلى النتائج التي توصل اليها الباحث وذلك من خلال حساب اقل الكلف وبثلاثة طرائق وكذلك القيام بتحليل نتائج الاستبانة ، ندرج منها :

1- ضرورة تولي المزارعين والفلاحين استخدام الطريقتين (اقل كلفة وطريقة فوجل) في قياس تكلفة نقل المياه من مصادرها إلى المزارع وترك الطريقة الثالثة والتي هي طريقة الركن الشمالي الشرقي.

2- على وزارة الزراعة ووزارة الموارد المائية والمزارعين اعتماد دقة الاستراتيجية المقترحة في قياس كميات المياه الواصلة إلى المزارع التي اتفق عليها العينتين ، وذلك من خلال تحديد قواعد القياس بدقة عالية وأن دقة هذه الاستراتيجية المقترحة يعول عليها وبشكل عالي.

3- ينبغي استعمال المزارعين والمستفيدين والفلاحين بكل المستويات هذه الاستراتيجية وذلك لسهولتها وبساطتها في سهولة تطبيقها وسهولة متابعتها.

Comments are disabled.