استخدام أسلوب المنطق الضبابي لتحليل بيانات الفقر – بحث إحصائي في المناطق الريفية للعراق

تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد مناقشة رسالة الماجستير في تخصص الاحصاء للطالبة ( مروة عبدالباسط سعدالله ) عن دراستها الموسومة ( استخدام أسلوب المنطق الضبابي لتحليل بيانات الفقر – بحث إحصائي في المناطق الريفية للعراق ).

يعرف الفقر بأنه عدم قدرة الفرد على تلبية الحاجات الأساسية (الغذائية، وغير الغذائية ) الضرورية للعيش بمستوى لأئق، ولغرض تحليل ودراسة ظاهرة الفقر (Poverty) في العراق وللمناطق الريفية كحالة خاصة.


عد الفقر من المشاكل الخطرة في العالم التي يجب ان تواجه بجدية وقد أستمرت هذه الظاهرة في العراق لعشرات السنوات مما تتطلب دراسة وتحليل الموضوع بكثير من الاهتمام نظراً لظروف العراق الخاصة التي ساهمت في ارتفاع معدلات الفقر ولاسيما في الوقت الحاضر لما يعانيه من الظروف اقتصادية قاسية و أوضاع أمنية غير مستقرة.


وعلى الرغم من أن العراق يمتلك العديد من الموارد الطبيعية والبشرية إلا ان معدلات الفقر ترتفع وبشكل خاص في المناطق الريفية.


وتعد الدراسات والتقارير التي تصدر من قبل هيئات ألامم المتحدة عن الفقر من أهم المصادر التي تعنى بالفقر، ومن هذه المصادر تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة ،الذي يوضح فيه عدداً من المؤشرات حسب انواع المقاييس ،على سبيل المثال مقياس الفقر البشري الذي يتألف من (الدخل والتعليم والصحة) ، إن ظاهرة الفقر مشكلة تعاني منها جميع بلدان العالم ،لكن درجات الفقر أو مستوياته متفاوتة حُسب الطبيعة الاقتصادية والاجتماعية لكل بلد.


فقد تناول الباحث في هذه الدراسة كمرحلة أولى مقايس الفقر من منظور أحادي (الفقر المادي) عن طريق تقدير هذه المقايس التي تشمل تقدير خط الفقر معياراً في تقدير مؤشرات الفقر المادي (نسبة الفقر، فجوة الفقر وشدة الفقر) وفق الطرق التقليدية، نفسهُ في المرحلة الثانية أستخدم الباحث النظرية الضبابية  ((Fuzzy theory في تقدير مؤشرات الفقر المادي للمناطق الريفية المشار لها أنفاً.


كما أنه ُتم أستخدام عددٍ من الطرق الضبابية المختلفة في تقدير مؤشرات الفقر المادي ، ومن أهم هذه الطرق (الطريقة الضبابية الكلية TF، الطريقة الضبابية الكلية والنسبية TFR، الطريقة الضبابية النسبية للتكاملIFR، نموذج ترتيب الأنتماء الضبابيFR).


توصل الباحث من خلال هذه الدراسة بأن اي فرد من أفراد المناطق الفقيرة يعتبر فقيراً أذا كان متوسط أستهلاكه أقل من (122) الف دينار عراقي للفرد الواحد شهرياً.


حيث تم الاستنتاج بأن (%30) من مجموع سكان المناطق الريفية البالغ (9964942) فرداً عانوا الفقر لسنة 2014، وأن محافظة المثنى تتصدر المحافظات العراقية في نسبة الفقر ب(%62.3). وبأستعمال أسلوب المنطق الضبابي تم تحديد درجات الأنتماء للفقر وليست نسبة الفقر كما ذكر سابقاً.


حيث تبين بأن درجات الانتماء للفقر وفق الطرق الضبابية تقع بين [183-73.2] الف دينار عراقي للفرد الواحد. حيث أن درجة الانتماء للفقر وفق الطريقة الضبابية الكلية   (TF)بنسبة (33%)، و الطريقة الضبابية الكلية والنسبية  (TFR)بنسبة (47%)، والطريقة الضبابية النسبية للتكامل(IFR) بنسبة (31%)، ونموذج رتيب الأنتماء الضبابي (FR) بنسبة (35%).


ومن ثم تم أستخدام تجربة المحاكاة لغرض تحديد مستويات الفقر ضمن المعيار المحدد (60%-150%) ومرة متجاوز عن المعيار المحدد لمعرفة أفضل معيار لتحديد درجات الأنتماء للفقر باقل نسبة فقر ممكن للمناطق الريفية للعراق . وتبين انه كلما زاد حجم العينة تزداد درجات الأنتماء للفقر بمعنى يزداد التباين وهذا دليل على وجود اختلاف في المستوى المعيشي للافراد الذين يعيشون في المناطق الريفية للعراق.


يهدف البحث إلى دراسة وتشخيص حالة الفقر في المناطق الريفية باستخدام الأسلوب التقليدي بالإضافة إلى الطرق الضبابية. أن اغلب الدراسات الخاصة بالفقر لانتظر إلى الفقر من منظور مناطقي (حضر- ريف) وأنما للفقر على مستوى العراق كله بغض النظر عن الأنتماء للحضر أو الريف على الرغم من الاختلافات الكبيرة بين طبقه المجتمع الريفي والحضري.  لذلك سوف يتم التعرف على الفقر في المناطق الريفية وتسلط الضوء على أهم المشاكل التي تواجه الأفراد الساكنين في هذه المناطق وذلك من خلال استخدام مقاييس الفقر.


ولتحقيق الهدف فان الأمر يتطلب قياس وأيجاد بعض الصيغ المهمة في قياس الفقر ( خط الفقر، فجوة الفقر وشدة الفقر) في المناطق الريفية بالطرق الاعتيادية (التقليدية) التي في أغلب الدراسات تم الاعتماد عليها وفق المفهوم الثنائي (0،1) الذي يشير إلى إن الإفراد إما فقراء أو غير فقراء.


وأخيراً يعتبر الهدف الرئيسي بالأضافة الى ماذكر سابقاً هو أحتساب خط فقر وفق المفهوم الضبابي للفقر.


تكمن مشكلة البحث في المعايير الموضوعة في تحديد سياسات التخفيف من الفقر تفترض أن تأخذ بنظر الاعتبار البيئة (حضر- ريف) وكذلك تحسب ضمن نقطه معينه وهي (الفقراء، غير الفقراء) بمعنى نظام ثنائي (0،1) من المعلوم ليس كل الأسر تنتمي للفقراء وغير الفقراء بالدرجة نفسها بل هناك أفراد يكونون قريبين من خط الفقر وهولاء الأفراد يختلفون عن الإفراد الأخرين الذين يقعون في مستويات أدنى، لهذا السبب سوف يتم استخدام النظرية الضبابية لحل هذه المشكلة ، ذلك عن طريق حساب خط فقر جديد ضمن مدى معين وضمن هذا المدى يتم حساب القيم وحساب درجة انتمائه للفقر.


تحتوي هذه الدراسة على أربعة فصول، في الفصل الأول تم عرض مشكلة البحث وماهو الهدف من هذه الدراسة والتطرق إلى الدراسات السابقة التي لها علاقة بالفقر والضبابية.


أما الفصل الثاني فقد تم التعرف على مفهوم الفقر المادي (أحادي)، وخط الفقر وأنواعه ، واهم الطرق المستخدمة في تقدير مؤشرات الفقر المادي (خط الفقر، فجوة الفقر، شدة الفقر) وفق الطريقة الثنائية والطريقة الضبابية.


وفي الفصل الثالث فقد تم أستعراض اهم نتائج التحليل الاحصائي التي تمثل مؤشرات الفقر المادي (خط الفقر، فجوة الفقر، شدة الفقر) للمناطق الريفية بالطريقة التقليدية (Crisp) والطريقة الضبابية (Fuzzy) ، وضمن هذا الفصل تم الإشارة الى البرنامج والبيانات المستخدمة في الدراسة الخاصة بالمسح الاجتماعي والأقتصادي المستمر للأسر في العراق لسنة (2014) ، وايضاً أستخدام تجربة المحاكاة في تحليل الطرق الضبابية المستخدمة في تقدير مؤشرات الفقر.


وفي الفصل الرابع والأخير تم استعراض أهم الاستنتاجات التي توصل لها الباحث في هذه الدراسة وتقديم بعض التوصيات المهمة والجوهرية لهذه الدراسة.

Comments are disabled.