فرصة التحول من إدارة المشاريع الى قيادة المشاريع على وفق خصائص القيادة المعاصرة

تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد مناقشة بحث الدبلوم العالي المعادل للماجستير في تخصص ادارة البلديات للطالب ( حسين دعامي رسن ) عن دراسته الموسومة ( فرصة التحول من إدارة المشاريع الى قيادة المشاريع على وفق خصائص القيادة المعاصرة – بحث ميداني في أمانة بغداد ).

تؤدي الإدارة فى هذا العصر دوراً مهماً فى تحقيق الأهداف بأقل كلفة وجهد ووقت للوصول إلى جودة الأداء المنشود, وإدارة المشاريع ما هى إلا إمتداد للمفاهيم الإدارية المعروفة فى إدارة المنظمات, إذ تصلح للتطبيق فى المشاريع بمراحلها المختلفة وأهمها مرحلة التنفيذ التى يتوقف عليها نجاح او فشل المشروع, ومن ثم تحقيق الأهداف التى من أجلها أقيم المشروع.


إن ادارة المشاريع حقل متميز جداً في الادارة التقليدية, فعلى الرغم من وجود العديد من مديري المشروعات, إلا أن القليل منهم قادة للمشروعات, والقليل من القادة  يقودون وفقاً لرؤية والهام وتمكين, اذ تحدث فرقاً كبيراً في العمل الذي يقومون به, لذلك فالمكونات والادوات المطلوبة لتشكيل القيادة في ادارة المشاريع تختلف كثيراً عن تلك المكونات والاداوت في الادارة التقليدية. اذ تبرز الخصائص والمهارات والكفاءات القيادية كمفتاح لنجاح المشروع, فضلاً عن الدور القيادي لمدير المشروع باعتباره دوراً حاسماً في تحفيز الاخرين وإيجاد بيئة عمل فاعلة, مما يجعله عنصراً جوهرياً لنجاح المشروع في بيئة التعقيد واللاتأكد.

  

يسلط البحث الضوء على العلاقة بين الخصائص القيادية المعاصرة [(القيادة التحويلية Transformational Leadership), و(القيادة التبادلية Transactional Leadership), و(القيادة الكاريزمية Charismatic Leadership), و(القيادة الرؤيوية Visionary Leadership), و(القيادة الخدماتية الداعمة Servant Leadership) و(القيادة الاخلاقية  Ethnic Leadership)] بوصفها متغيرات مستقلة في تحقيق التحول من ادارة المشاريع الى قيادة المشاريع بوصفه متغير معتمد.


يهدف البحث الى ايجاد فرص التحول من إدارة المشاريع التقليدية الى قيادة المشاريع في امانة بغداد في ظل الممارسات القيادية المعاصرة, ومن ثم محاولة الخروج بجملة توصيات تسهم في تحقيق فرص التحول للمنظمات المبحوثة, وانطلاقاً من اهمية موضوع البحث لمشروعات امانة بغداد وما تضيفه من قيمة خدمية تغير واقع الحال, واهمية هذه المشروعات للمجتمع, اعتمد المنهج الوصفي التحليلي في انجاز هذا البحث, اذ شمل جميع مشروعات امانة بغداد الاستراتيجية والخدمية التي تلامس واقع المواطن البغدادي, وجمعت البيانات من (49) مستجيبا يمثلون مجتمع البحث بشكل حصري وشامل, والمتمثلون  بـ (المدراء العامين, معاونو المدراء العامين, مديري المشروعات), باعتماد قائمة الفحص المعياري والتي تضمنت (60) فقرة, واستعين بالمقابلات الشخصية المهيكلة والمشاهدات الميدانية كأدوات مساعدة في جمعها. واعتمد الباحث برنامج (SPSS V.21), فضلا عن اعتماد اساليب الاحصاء الوصفي (اختبار التوزيع الطبيعي, الوسط الحسابي, النسب المئوية, الانحراف المعياري, الاهمية النسبية, معامل الاختلاف, معامل الارتباط بيرسون, معامل الانحدار المتدرج, كاي سكوير, الاختبار التائي) لاختبار فرضياته.


وقد تم تقسيم الدراسة الى اربعة فصول ، حيث تضمن الفصل الأول أربعة مباحث، المبحث الأول مدخل إلى القيادة الادارية من ناحية المفهوم والتعريف, الاهمية, والاساليب والمداخل، أما المبحث الثاني فقد تضمن عرض لخصائص القيادية المعاصرة, في حين تضمن المبحث الثالث ادارة المشاريع والمبحث الرابع قيادة المشاريع.


أما الفصل الثاني فقد تضمن مبحثين أولهما إستعراض لمنهجية البحث والمتضمنة المشكلة والأهـمية والأهداف وحدود البحث المكانية والزمانية والبشرية والمنهج المستعمل ومجتمع وعينة البحث ومصادر جمع البيانات والأساليب الإحـصائية المسـتعملة، بينما تضمن المبحث الثاني عرض وتحليل بعض الجهود المعرفية السابقة التي تسنى للباحث الإطلاع عليها لبيان موقف البحث الحالي منها.


اما الفصل الثالث فإنه يمثل الجانب العملي للبحث ويتضمن اربعة مباحث، إذ تضمن المبحث الأول منه نبذة تعريفية عن مجتمع البحث، إما المبحث الثاني فقد تضمن تحليل ومناقشة نتائج إجابات مجتمع البحث, فيما كان المبحث الثاني مخصص لتحليل وتقييم أبعاد التحول لدى مجتمع البحث, المبحث الثالث تضمن إختبار إنموذج البحث (أبعاد وممارسات التحول), المبحث الرابع إجابات مجتمع البحث في ضوء المقابلات المهيكلة لمديري المشاريع الستراتيجية في أمانة بغداد.


وأخيراً، فقد تضمن الفصل الرابع مبحثين الأول الإستنتاجات التي توصل إليـها الباحث والثـاني التوصيات البحثية المعززة للإستنتاجات. 


اما ابرز استنتاجات البحث فتجسد بتوفر مقومات التحول من ادارة المشاريع الى قيادة المشاريع بمستويات متدنية لمديري مشاريع امانة بغداد إذ إنها غير مفعلة بشكل يجعل عملية التحول ممكنة, نتيجة لارتباط هذه الممارسات باليات التحول بشكل وثيق, فضلا عن أنموذج تحول يتبناه مجتمع البحث للتحول من ادارة المشاريع الى قيادة المشاريع, من خلال الاصالة والموثوقية, والرؤية الواضحة للقيادة, والقرب من اصحاب المصالح, والعمل بتصميم وعزم, والتحسين والابداع وعلى الترتيب.


وخرج البحث بجملة توصيات من اهمها الادارة والقيادة جانبان مترادفان يكمل احدهما الاخر وتربطهما علاقات تبادلية, اذ ينبغي على امانة بغداد تطوير مداخل تعتمد على الجوانب الكمية وربطهما ببعضهما البعض, نتيجة للتطور والتغير البيئي المستمر ولتواكب من خلال ذلك التطور والتنوع للوظائف وما تتحمله من تغيرات مستمرة تحتاج للتكيف والملائمة وصولاً لتطابق اهداف الامانة مع جودة مخرجاتها, فضلا عن تطوير ممارسات وخصائص قيادة المشاريع ببرامج وممارسات تنقل واقعها الحالي الى واقع اكثر قبولاً ورضا لدى زبائن امانة بغداد الداخليين والخارجيين.

Comments are disabled.