الصيرفة الاسلامية و دورها في زيادة العمق المالي


تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد مناقشة رسالة الماجستير في تخصص الاقتصاد للطالب ( عقيل محمد رشيد ) عن دراسته الموسومة (الصيرفة الاسلامية و دورها في زيادة العمق المالي – تجارب مختارة مع اشارة للعراق ).

إن ظاهرة انخفاض العمق المالي في العراق تعد مشكلة أساسية تعيق تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية المطلوبة، ومن ثم العمل على زيادة العمق المالي يعد استراتيجية أساسية لمعالجة الكثير من المشكلات الاقتصادية. وأن تبني النظام الإسلامي في الصيرفة قد يكون أحد الاساليب الناجعة نحو زيادة العمق المالي ومن ثم زيادة مساهمة القطاع المصرفي في التنمية الاقتصادية.

تهدف هذه الدراسة الى بيان أهمية العمق المالي، وتوضيح أسباب تبني الدول المختلفة من ضمنها العراق الى النظام الإسلامي في الصيرفة وان كان جزئياً، كذلك توضح فعالية المصارف الإسلامية في زيادة العمق المالي، من خلال اتباع فرضية مفادها ان تبني النظام الإسلامي في الصيرفة يؤدي الى زيادة العمق المالي، وقد اعتمدت الدراسة على تحليل البيانات لدول مختارة (السودان+ الكويت) ، من أجل تحديد مدى مساهمة المصارف الإسلامية في زيادة العمق المالي.

وقد تم اختيار الدول على أساس مدى نجاح المصارف الإسلامية فيها، فقد تم اختيار السودان لأنها تتبع نظام الصيرفة الإسلامية، وتم اختيار الكويت لأن المصارف الإسلامية فيها تعمل بكفاءة وهي تواجه المنافسة من المصارف التقليدية، واخيراً تم تحليل عمل المصارف الإسلامية العراقية منذ نشأتها 1993 والى غاية 2014.

وقد تم استخدام أنموذج (ARDL) في التحليل القياسي، اذ يعد من افضل النماذج القياسية، وهو يتناسب مع البيانات المستخدمة في التحليل العملي، ومن اهم النتائج التي تم التوصل اليها في هذه الدراسة أن العلاقة ضعيفة بين المصارف الإسلامية في السودان وحجم العمق المالي هي نتيجة طبيعية وذلك بسبب المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد السوداني، كذلك عدم وجود علاقة بين المصارف الإسلامية الكويتية وحجم العمق المالي وتعتبر هذه النتيجة مضللة لان حجم نمو الناتج المحلي الإجمالي كان أكبر بكثير من نمو الودائع او الائتمان لدى هذه المصارف.

وأخيراً أظهرت النتائج عدم وجود علاقة بين المصارف الإسلامية العراقية وحجم العمق المالي وهي نتيجة طبيعية وذلك بسبب سيطرة المصارف التقليدية على الصيرفة في العراق من جهة، ومن جهة أخرى حجم المشاكل التي عانى منها الاقتصاد العراقي، ولعل أهم النتائج التي تم التوصل اليها ان نجاح عمل المصارف الإسلامية يحتاج الى بيئة سياسية واقتصادية وامنية مستقرة، وأن اتباع النظام الإسلامي بالصيرفة مرهون بالاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي. 

Comments are disabled.