المعلومات والسلوك في ندوة لقسم المحاسبة

نظم قسم المحاسبة في كليتنا ندوة علمية حملت عنوان المعلومات والسلوك قدمتها الدكتورة وفاء الحيدري التدريسية في القسم العلمي.

وتهدف الندوة الى معرفة المنفعة المتحققة لمستخدمي المعلومات المحاسبية لا بد من التعرف على أثر تلك المعلومات في تصرفات متخذي القرارات أنفسهم أو بمعنى اخر ينبغي  معرفة سلوكيات متخذي القرار حيال استخدام المعلومات المحاسبية وهنا تبرز مشكلة جديدة شغلت المحاسبين مؤخرا ، وهي صعوبة التعرف على سلوك متخذي القرار وخاصة الاطراف الخارجية مما حدا ببعض المحاسبين الى الطلب بتوجيه البحوث المحاسبية الحديثة نحو الجوانب السلوكية المتعلقة بنظم المعلومات ، ورغم معارضة عدد من المحاسبين لهذا التوجه فقد تحمس له اخرون وبقوة مستندين بذلك الى اعتبارات عدة ابرزها الاتي :-

1- تعد البحوث المحاسبية السلوكية من اختصاص نظام المعلومات المحاسبي باعتباره المصدر الرئيس للمعلومات في الوحدة الاقتصادية.

2- ليس هناك ضمان لقيام علماء السلوك التقليديين بإيجاد الحلول الكفيلة بحل المشاكل المحاسبية السلوكية ذات الاهمية البالغة.

و تعد المحاسبة أداة للاتصال وايصال المعلومات المالية لأطراف عديدة سواء داخل الوحدة الاقتصادية أو خارجها وفي مجال نظم المعلومات المحاسبية يتضح أن المستفيدين يمثلون عاملا مهما من عوامل تقرير مدى فاعلية النظام في الوحدة الاقتصادية من خلال درجة الرضا والفائدة المتحققة لهم نتيجة استخدام مخرجات ذلك النظام، ولتحقيق ذلك يتطلب الامر من المحاسبين الاهتمام بالمستفيدين من نظام المعلومات المحاسبية والتعرف على الجوانب التي من الممكن ان تؤثر في سلوكهم في سبيل أخذها بنظر الاعتبار عند تقديم المعلومات اليهم اذ يفترض بالمعلومات التي ينتجها نظام المعلومات المحاسبية ان تقلل من درجة عدم التأكد وتزيد من معرفة المستفيدين عند أتخاذهم القرارات المختلفة كما ان هناك ضرورة اتصال المحاسبة بمظاهر السلوك الانساني وأهمية ذلك في ممارسة العمل المحاسبي  اذ ان المحاسبون في حاجة لفهم بعض الشيء عن قدرات وحدود الادراك في السلوك الانساني عند ممارسة العمل في مجال المحاسبة.

حيث يؤكد المدخل السلوكي لصياغة نظرية محاسبية على ملائمة المعلومات المحاسبية لعملية اتخاذ القرار فضلا عن ملائمتها لسلوك مستخدم المعلومات اذ ان للمحاسبة اثر في سلوك الافراد من خلال المحتوى المعلوماتي للتقارير المالية التي يعرضها المحاسب وبذلك فان المحاسب له القدرة على توجيه سلوك مستخدمي المعلومات من خلال ما يتم ايصاله من معلومات محاسبية ، اذا هناك علاقة بين المعلومات والسلوك أو بمعنى آخر ان للمعلومات أثر في السلوك كما للسلوك أثر في المعلومات.

ان العوامل السلوكية تتعلق بمفهومين سلوكيين يمكن استخدامهما في مجال المحاسبة هما :

الادراك والاتصال ويعرف الادراك في العلوم السلوكية بأنه عملية عقلية تتضمن التأثير على الاعضاء الحسية بمؤثرات معينة ، وفي مجال المحاسبة يمكن تعريف الادراك ( الادراك المحاسبي ) بانه :

“عملية فهم البيانات التي تحتويها مجموعة التقارير والقوائم المالية – التي تقوم نظم المعلومات المحاسبية بإنتاجها – ومدى تأثيرها في القرارات المستهدف اتخاذها من قبل المستفيدين”.

وعليه لا بد من دراسة موضوع أدراك كل من المحاسبين ومتخذي القرارات لأهمية المعلومات المحاسبية التي سيتم استخدامها في دعم القرارات وترشيدها.

الادراك بالنسبة للمحاسب:

– ان الادراك السليم من الامور الهامة في ممارسة العمل من جانب المحاسب ويمثل جوهر مهمته

– الاهمية النسبية التي يتعرض لها المحاسب يوميا سواء عند عملية القياس أو التحليل أو العرض هي في جوهرها عملية أدراك للحقائق والمؤثرات التي تحيط بالاهداف محل القياس .

– ان ادراك المحاسب للمنفعة النسبية للمعلومات المحاسبية لدى متخذي القرارات من الامور الاساسية لنجاح عملية الاتصال المحاسبي الجيد.

اما الادراك بالنسبة للمستخدمين  فعلى المحاسبين الاهتمام بإيجاد اجابات منطقية لها لأخذها بعين الاعتبار عند ممارسة العمل المحاسبي وهي :- 

       أ –  كيف يدرك مختلف الافراد والمجموعات البيانات المحاسبية التي أعتمد في أعدادها مجموعةمن الطرق والقواعد المحاسبية؟

      ب- هل يختلف هذا الادراك عن ادراك المحاسبين ؟

      ج- ما أثر الاختلافات في الادراك على السلوك الفعلي لمتخذي القرارات؟


ان دراسة السلوك الانساني وعلاقته بالمعلومات افرز مفاهيم ذا مصطلحات ينبغي  للدارسين والمهتمين لتلك العلاقة التعرف عليها ومن هذه  المصطلحات الحث المعلوماتي والاستخدام المعلوماتي.

اذ يتأثر سلوك مرسل المعلومات بالمعلومـات المطالب بها للتواصـل، وعليه يتأثر سلـوك كيان صنع القرار بطريقتـين:

الاولى: باعتباره متلقي للمعلومات ومن خلال استخدام المعلومات.

الثانية: كمرسل للمعلومات من خلال حث المعلومات.

ان العلاقة بين المعلومات والسلوك تتجلى من خلال تأثير الاولى في السلوك ، ويتضح ان هناك طرفين هما مرسل المعلومة والمتلقي للمعلومة اذ يستخدم المتلقي المعلومات المحاسبية في عملية التخطيط وصنع القرار وبذلك يتأثر سلوك المستخدم بطبيعة ونوع المعلومات التي تلقاها والتي تنعكس على نوع القرارات المتخذة سواء قرارات الاستثمار، الائتمان وغيرها من القرارات. 

كما ان مرسل المعلومات (المحاسب) والمطلوب منه ايصال المعلومات الى المتلقي يتأثر سلوكه بانعكاس(Reflection) تصرف مستخدم المعلومة من خلال قراراته وهذا ما يطلق عليه بعملية حث المعلومات لذا وكنتيجة لذلك التأثير في سلوك المحاسب سينعكس في اختياره للأساليب والاجراءات المحاسبية المعتمدة في احتساب الاندثار على سبيل المثال او طرق تقييم المخزون، القيم العادلة وغيرها من الاساليب والاجراءات المحاسبية البديلة.

ومن الضرورة بمكان كون المحاسب مرسل للمعلومات تقع على عاتقه مسؤولية ايصال المعلومات الى مستخدمي التقارير المالية، ان تكون له القدرة والفراسة في معرفة المعلومات المرغوبة وغير المرغوبة للمتلقي بالحث المعلوماتي المبني اصلا على تلك الرغبة التي تمثل انعكاس تصرف هؤلاء المستخدمين للمعلومات المحاسبية.



Comments are disabled.